تتضمن صور "قادة المقاومة".. جدل حول إنشاء "غرفة التوبة" في مترو طهران

قامت بلدية طهران بإنشاء غرفة في محطة مترو "تجريش"، تحتوي على صور لـ"قيادات المقاومة" الذين قُتلوا، مثل يحيى السنوار وقاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني. وقد أثارت هذه الغرفة جدلا واسعا على وسائل التواصل، وأطلق عليها نشطاء اسم "غرفة التوبة".
وتظهر مقاطع الفيديو المنشورة نساءً دون الحجاب الإجباري الذي تفرضه إيران، يبكين في هذه الغرفة بعد مشاهدة الصور.
وتناولت صحيفة "شرق" هذا الموضوع في خبر لها أمس الأربعاء 19 فبراير (شباط).
وفي مقطع فيديو تم نشره مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي حول هذا الموضوع، تظهر امرأة أمام الكاميرا تبكي بعد مشاهدة الصور. ثم تقدم إحدى مسؤولات الحجاب في المترو لها حجابًا كهدية، وتطلب منها أن لا تتراجع عن ارتداء الحجاب بعد ذلك.
ولبلدية طهران سابقة في القيام بإجراءات كهذه، لا علاقة لها بمهامها الأساسية. ففي شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بالتزامن مع الذكرى السنوية لانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، تم نشر صور تُظهر انتشارًا واسعًا لقوات الحجاب عند مداخل محطات المترو في طهران.
وقد تعرضت هذه الإجراءات لانتقادات من قبل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى بعض وسائل الإعلام والشخصيات المتشددة المقربة من النظام.
وقال علي رضا زاكاني، عمدة طهران، في ذلك الوقت إن وجود هذه القوات لا علاقة له بالبلدية وتم بشكل تلقائي، إلا أن أعضاء مجلس المدينة فسروا تصريحاته على أنها "نوع من التبرير".
ومن بين الإجراءات الأخرى التي اتخذتها بلدية طهران على مر السنوات الماضية، بما في ذلك فترة تولي زاكاني، دفن "شهداء مجهولين" في الجامعات والأماكن الترفيهية والحدائق، وإنشاء مساجد في الحدائق، وغيرها من الإجراءات التي تعرضت لانتقادات واسعة.
وكانت بلدية طهران قد حصلت على مخصصات قدرها 151 ألف مليار تومان لعام 2023، بينما كانت ميزانيتها في العام السابق 76 ألف مليار تومان.
ويحاول زاكاني، من خلال إدراج بنود في الميزانية تحت عنوان الأنشطة الثقافية التي تتماشى مع أيديولوجيا النظام الإيراني، تقديم إجراءاته على أنها تتماشى مع سياسات النظام وتُعتبر مشروعة.
ومع ذلك، فإن إنفاق عمدة طهران المفرط، مثل التبرع بالممتلكات ودفع مبالغ مليارية للمديرين في البلدية تحت عنوان "بدل السكن"، قد أثار الجدل عدة مرات.