صحف إيران:

بوتين "يبيع" طهران.. وارتفاع الانتحار بين العمال.. وتدني شعبية الإعلام الرسمي

التراجع المستمر في قيمة العملة لا يزال يشكل جدلا متصاعدا بين الحكومة ومؤسساتها، حيث تتبادل الوزارات التهم فيما بينها محملة كل واحدة الأخرى مسؤولية هذا التراجع والانهيار غير المسبوق في قيمة التومان الإيراني.

صحيفة "هم ميهن" أعربت عن استيائها من الاجتماع الأخير للحكومة مع البرلمان لمناقشة تداعيات هذا الانهيار التاريخي، وانتقدت مخرجات الاجتماع قائلة: "تكلمتم حول كل شيء إلا السبب الرئيسي وراء تراجع قيمة التومان".

وأضافت الصحيفة تعليقا على الموضوع: "منذ 45 عاما (من بداية الثورة) يخرج المسؤولون الإيرانيون بتصريحات لا صلة لها بالواقع، ويدعون أن كل شيء على ما يرام، في حين هم أنفسهم والشعب أيضا يعرف أن الحقيقة هي شيء آخر، وأن هذه التصريحات هي دعاية إعلامية ليس أكثر".

من الملفات الأخرى التي تناولتها صحف اليوم الأربعاء 19 فبراير (شباط)، هو ملف علاقات إيران الخارجية التي تشهد أسوأ مراحلها بعد الهزائم الاخيرة لطهران في المنطقة، وعودة ترامب وممارسة الضغوط القصوى ضد طهران.

صحيفة "جمهوري إسلامي" لفتت إلى العلاقات الحسنة بين ترامب وبوتين، وحذرت المسؤولين وصناع القرار في طهران من احتمالية أن تتفق موسكو وواشنطن على ملفات تضر بمصالح إيران، وأكدت أن الروس في الأحداث الأخيرة التي شهدتها لبنان وسوريا كانت بجانب إسرائيل.

في شأن داخلي آخر أشارت صحيفة "آرمان أمروز" إلى الضغوط المتزايدة على الإيرانيين وسياسات ترامب الجديدة، وقالت إن التحدي الأكبر أمام النظام في إيران هو الاستقرار الداخلي، لأن ترامب يريد من سياساته مضاعفة الضغوط السياسية والاقتصادية من خلال العقوبات وحتى التهديد بالحرب والهجمات العسكرية.

وأوضحت الصحيفة أنه يجب أن ننتظر ونرى كم يستمر تحمل الشعب الإيراني لهذه الأوضاع الصعبة، وفي ضوء ذلك واستمرار سياسة العقوبات والضغوط فإن أكبر خطر وتحدي للسلطة في إيران تكمن في خطر انفجار الوضع الداخلي.

والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:

"توسعه إيراني": غياب إيران من لعبة الشطرنج بين بوتين وترامب

قالت صحيفة "توسعه إيراني" إن إيران تبدو هي الغائب الأكبر بعد أوكرانيا في اللعبة التي يخطط لها بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لحل أزمة الحرب الأوكرانية، موضحة أن العديد من الخبراء والمراقبين قرروا في وقت سابق أن روسيا ستبيع إيران مقابل فوزها بالملف الأوكراني أمام الغرب.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد، التي قالها قبل أيام قليلة من شن روسيا حربها على أوكرانيا عام 2022، وقال إن هناك صفقة تمت بين الغرب وموسكو، حيث ستنال روسيا أوكرانيا مقابل السماح للغرب باستهداف إيران، لكنهم لم ينفذوا الشق المتعلق بمهاجمة إيران حتى الآن.

وتضيف الصحيفة أن عودة ترامب إلى البيت الابيض ربما سيكون هو الوقت المناسب لتنفيذ هذه الصفقة، وأن بوتين سوف يبيع إيران مقابل أوكرانيا.

"هم ميهن": النساء والعمال هم أكثر الناس إحباطا في إيران

تطرقت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية في تقرير لها إلى الوضع الاقتصادي السيئ وانعكاساته على الوضع الاجتماعي، وأوضحت أنه ووفقا لنتائج استطلاع رأي أجريت ضمن دراسة في الأسابيع الأخيرة فإن العمال والنساء هي أكثر الفئات إحباطا ويأسا في المجتمع الإيراني.

ولفتت الصحيفة إلى أن 32 في المائة من نسبة الانتحار في إيران هي من حصة العمال، أي ثلث المنتحرين الإيرانيين هم من فئة العمال.

واللافت في هذه الدراسة أن ربات البيوت من النساء كن الأكثر إحباطا، إذ إن نسبة الانتحار بينهن 32.8 في المائة، متقدمة على نسبة العمال البالغة 32 في المائة.

ويلي هاتين الفئتين طلاب الجامعات والمدارس، إذ إن نسبة الانتحار بينهم بلغت 19 في المائة.

وذكرت الصحيفة أنه واستنادا إلى هذه الدراسة ونتائج استطلاع الرأي فيها كان يتوقع أن تقل نسبة الانتحار بين الأفراد بعد الزواج، لكن ما كشفته الدراسة هو خلاف ذلك، إذ لم تقل نسب الانتحار بين المتزوجين.

"كيهان": الحكومة هي المسؤولة عن أزمة العملة الإيرانية وليس البنك المركزي

دافعت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، عن رئيس البنك المركزي- الذي يعتبر من الأصوليين ومن مسؤولي حكومة رئيسي السابقة- وأبقى عليه بزشكيان في منصبه، وقالت إن المسؤول الرئيسي في الأزمة الحالية التي تمر بها العملة الإيرانية هي الحكومة، وليس شخص رئيس البنك المركزي محمد فرزين.

وأشارت الصحيفة إلى تصريحات النائب البرلماني الإصلاحي يوسفيان ملا، حيث أشار إلى أن الحكومة هي المسؤول الرئيسي في اضطرابات سوق العملة في الأيام الأخيرة، لافتا إلى تصريحات سابقة للرئيس الأسبق حسن روحاني قال فيها إن الحكومة هي المسؤول عن ملف العملات، وهي من يقدم العملة في الأسواق أو يمنع توزيعها بهدف إدارة الأسعار.

وشددت الصحيفة على أن تعمل الحكومة بكافة وزرائها ومسؤوليها لمعالجة الأزمة، قائلة إنه من الخطأ بمكان أن يتصور بأنه يمكن معالجة حل هذه المشكلة بمجرد تغيير مسؤول واحد، في إشارة إلى الأخبار والتقارير التي تتحدث عن نية الحكومة عزل فرزين من منصبه.

وأشارت الصحيفة إلى آثار مواقف وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العملة الإيرانية، حيث يتراجع التومان الإيراني إلى مستويات متدنية أكثر بعد كل تهديد أو تصريح ضد إيران، وكتبت: "ينبغي إصلاح النظام الاقتصادي الإيراني بحيث لا تتأثر العملة الإيرانية من خلال أراجيف ترامب".

"جمهوري إسلامي": شعبية الإعلام الإيراني تتراجع باستمرار

انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" الزيادة المستمرة كل عام في نسبة ميزانية مؤسسة التلفزيون الإيراني مقابل أدائه الضعيف وتراجع ثقة الإيرانيين بنشراته وتغطيته الإعلامية.

وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء: "تمت مضاعفة ميزانية مؤسسة التلفزيون الإيرانية مرة ونصف للعام الإيراني القادم (يبدأ في 20 مارس/آذار) وهذه المؤسسة تخصص لها ميزانية تعادل ميزانيات 10 وزارات مجتمعة".

وقدرت الصحيفة ميزانية التلفزيون الإيراني 35 ألف مليار تومان بعد أن كان العام الحالي 24 مليار تومان.